ادلب اسيرةالاجندات الروسية ومطية المصالح التركية
- مقالات سياسية
- 01 نوفمبر 2024
- 24 مشاهدة
ادلب أسيرة الاجندات الروسية ومطية المصالح تركية
منذ الاتفاق الروسي التركي في ستوشي حول ادلب السورية والتنازلات التي قدمتها روسيا وبالتالي نظام بشار الأسد اردوغان بترك المناطق التي تسيطر عليها المجاميع الإرهابية المرتبطة بتركيا في عصمة اردوغان وترك خيار التصرف له على ان يفرغ المنطقة التي تفصل بين قوات النظام وتلك المجاميع من الأسلحة الثقيلة، والذي بدوره كان ينتظر من بوتين الموافقة على ترك الحبل في يده كي يحقق ما يرغب به وهو بسط نفوذه على المنطقة بشكل كامل بموافقة روسية ودعم غربي وسكوت إيراني ولا حول ولا قوة للنظام.
بعد اجتماع طهران بين الدول الثلاثة إيران، روسيا وتركيا والتي كان للإيرانيين دور في تشديد الموقف حول ادلب ومحاولة فرض الحل العسكري على اردوغان الذي لم يرفض مباشرة ولكنه طلب مهلة وحاول ابعاد إيران عن الملف الشائك الذي كان سيؤدي الى انهاء الدور التركي في الازمة السورية لو أصرت روسيا كما إيران على الحل العسكري او المصالحات المحلية كما جرى في بقية المناطق التي تخلى فيها اردوغان وقطر عن المجاميع الإرهابية المسلحة التي كانت تدعمها وسلمت المناطق للنظام وجمعت المسلحين في ادلب.
لكن الخطة الروسية انقلبت عليها فهي كانت تريد من تجميع المسلحين في منطقة واحدة ليسهل لها التخلص منهم ,وبالمساعدة التركية ولكن يبدو ان اردوغان استطاع ان يخدع بوتين وما زال وان يحول تلك المجاميع الى قوة ضاربة تتحرك لتنفيذ المصالح التركية وتعمل من اجل الحاق المناطق التي تتواجد بها بالدولة التركية وهو ما حصل ويحصل في مناطق جرابلس والباب واعزاز وعفرين وادلب هي اكثرهم أهمية بالنسبة للروس واردوغان ولهذا بعد ان ماطل اردوغان وابعد ايران عن الملف واخذ الضوء الأخضر الغربي للرد على أي هجوم للجيش السوري ومعه الميليشيات الإيرانية والروس استطاع اقناع بوتين والذي وافق على المقترحات التركية بالمجمل ووضع على عاتقها مهمة حماية حميميم وابعاد الإرهابيين مسافة 15 كيلومترا عن مواقع قوات النظام السوري . وهو ما حصل ولكن اردوغان لم يكتفي بذلك بل يحاول فرض شروطه الأخرى على الروس الذين دخلوا الاتفاق لوحدهم مع الحكومة التركية ومن تلك الشروط سيطرتها على كامل المنطقة المنزوعة السلاح وربط ادلب كما بقية المناطق السورية المحتلة من قبلها بما تسميه حكومة الائتلاف المؤقتة والتي تمولها تركيا وتوجهها حسب مصالحها.
تلك التنازلات الروسية والدعم الغربي اعطى زخما مجددا اردوغان كي يرتب مخططاته ويحاول عرقلة المساعي العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية بالقضاء على آخر الجيوب التي تسيطر عليها داعش وكذلك محاولة انهاء المساعي السياسية التي جرت بين النظام ومجلس سوريا الديمقراطية.
وما قصف جيشه لقرى كوبان وتل ابيض الا احدى نتائج الاتفاق الروسي التركي والدعم الغربي وبذلك تكون سوريا في مواجهة تحد أكبر بعد ان تم اضعاف داعش وانهاء تواجده المناطقي تقريبا” وكما هو معلوم فان هدف اردوغان الأول والأخير هو ضرب التجربة الديمقراطية في شمال وشمال شرقي سوريا ولان الكرد هم أحد اهم اركان تلك التجربة وهو يعادي كل ما يمت للكردية بصلة.
اعتقد بان اردوغان نجح بفرض سيطرته على ادلب كما فعلها بالمساندة والمساعدة الروسية في بقية المناطق السورية المحتلة من قبلها.
يبدو ان بوتين يحاول التماهي مع رؤية اردوغان للحل السياسي في سوريا كما ان الغرب يحاول إعادة تموضع المكانة التركية في الازمة السورية بدعم تلك المكانة وتعزيزها بغض النظر عن العلاقة مع روسيا.
يمكن القول باختصار ما حققته روسيا من انتصارات على الساحة السورية يفرغها اردوغان من خلال فرض احتلال بلده لجزء مهم من الأراضي السورية دون ان يكون لبوتين أي اعتراض على ذلك.
مع الأسف حتى الآن الفائز الوحيد من المقتلة السورية هو اردوغان والدولة التركية من خلال الحاق مناطق سورية بتركيا وتجنيد عشرات الالاف من السوريين المرتزقة لتحقيق مصالحها وأهدافها بمساعدة مباشرة من روسيا.
حسين عمر
نشر في جريدة العرب مباشر
يوم الاربعاء 31/10/2018