صرخة كوردستان المستمرة في وجه أمريكا
- مقالات سياسية
- 20 ديسمبر 2023
- 165 مشاهدة
محاولات طمأنة الذات وعدم إتهام الإدارة الأمريكية بإنها العائق الأكبر أمام قيام كيان كردي منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن خطأ تراجيدي يقع فيه جل من يفعل ذلك، بالامكان العودة إلى بول بريمر وسلطته وتصريحاته وسيكون الأجدر بنا العودة إلى أحد أكبر مهندسي السياسات الأمريكية حتى الآن، هنري كيسنجر، العم هنري كما يقال عنه.
المسميات تختلف هنا، فثمة فارق كبير، هوة كبيرة بين العطف والتحالف، بين الاحتضان من باب الشفقة والتأييد لأهمية استراتيجية، يبدو إننا سندخل هنا في السيمولوجيا، وسنجرب القول بأن السياسة الأمريكية دائما تقدم العطف حيال الكرد على التحالف والتضامن والتأييد وشقيقاتهم، العطف من باب الشفقة حين تصل الظروف إلى حال لم تكن الولايات المتحدة بريئة في التأسيس لها.
نستطيع القول لولا سياسات اولايات المتحدة لكانت كركوك عاصمة الجنوب الكردستاني منذ العام 2003 في أقله.
آن الأوان للوقوف في مواجهة ملمعي الحذاء الأمريكي الملطخ بدماء شعوب الأرض ومنهم الشعب الكردي، يكفي أن نتذكر رعايتها لاتفاق الجزائر بين شاه إيران المخلوع والمقبور صدام حسين في بداية سبعينيات القرن الماضي والذي أدى إلى انتكاسة الحلم الكردي وانهيار حلمه الثوري، الحلم الذي كان في أوج عنفوانه.
نقلا على لسان سياسيين كرد من احزاب مختلفة، صرح المندوب الأمريكي السامي للشئون السورية في الأعوام الثلاث الماضية، روبرت فورد، صرح هذا الأخير وفي وجه وفد كردي زائر لمقابلته في باريس، إنه لا يحب الكورد، لا يريدهم، ليس لهذا التصريح من معاني مخبئة في أدراج المبررين سوى إن لسان حال الإدارة الأمريكية قالها بصريح العبارة إنه فقط يريد استخدام الكرد كورقة ضغط في مهب الرياح الأمريكية للتأثير على هذه الجهة أو تلك حسب متطلبات كل مرحلة.
في أواخر السبعينيات نقل عن الزعيم الملا مصطفى البارزاني، إنه طلب من الإدارة الأمريكية الدعم والمساعدة مقابل أن تكون كردستان الولاية الواحدة والخمسين للدولة العظمى، لكن طلبه صار أدراج الأرشيف الذي كشفت عنه إدارة العم سام في وقت آخر.
البارزاني الابن يسأل وزير خارجية الدولة ذاتها عن إعلان دولة كردستان، لكن سعادة الوزير يكرر قول أسلافه، لا يمكن المس بوحدة الأراضي العراقية، أي رهان ذلك ؟! انتشار تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” وسيطرته على مساحات شاسعة من العراق ” الموحد أمريكيا ” يضع الكاوبوي في مهب الطلب من الرئيس مسعود البارزاني في وضع قواته تحت أمرة نوري المالكي لتقوم البيشمركه بخلق توازن بين السنة والشيعة بعد أن سيطر ممثل السنة ” القاعدة ” على الأرض، لا يريد الكاوبوي القضاء على ممثل العرب السنة وإنما فقط لكي يزيل أي مصداقية للكرد في نظر السنة والشيعة على السواء، فمن يرهن نفسه للكاوبوي لا يمكن الوثوق به.
الهدف الأمريكي واضح، ضرب الحسين بمعاوية والابقاء على الكرد في المربع الأول ما قبل استعادة كركوك لحضن كردستان، ربما يكون من الأنجع للقيادة الكردية أن تطرح مشروع الفدرالية أو الكونفدرالية على الإدارة التركية الخبيرة بإدارة الملفات مع الأمريكي، لا ضير أن قبلت تركيا بضم كردستان العراق إليها كإقليم فيدرالي، كي تنتهي حكاية العراق الموحد، الحكاية التي هي كمسمار جحا في البيت الكردستاني، ربما تكون هي الخطوة الأولى لضم الإقليم الكردي الأصغر، غربي كردستان، لتعود التواريخ إلى ما قبل اتفاقية سايكس بيكو التي قطعت أوصال كردستان ووزعت الدماء الكردية بين القبائل المتناحرة..
إنها الحاجة وللضرورات أحكام والحاجة أم الاختراع، لقد وصل الكرد إلى آخر المطاف ولا بد من جرأة وإعادة اختراع الوسائل.
1 يونيو 2014