المقالات

المقالات

كيف تكون مؤثرا

Hussein Omar
  • 10 مشاهدة view

لو اردت ان تأثر في الرأي العام العالمي ،يجب ان يكون لديك وسيلة اعلامية احترافية تبث بلغة العالم .
لو اردت ان يكون لك حركة دبلوماسية ،عليك بالاتفاق مع مجموعة شخصيات مؤثرة في الدولة التي تريد ان تجعلها حليفا او على الاقل متفهما لرؤيتك. او ان تتفق مع احد المكاتب المؤثرة للعلاقات العامة او الحقوقية لتتبنى قضيتك وتفتح لك طريق التواصل وتأمين مواعيد الاتصالات مع الشخصيات والجهات النافذة
دون الشرطين الاساسيين المذكورين ،لن تستطيع كسب موقف برلماني واحد ناهيك عن سكرتير وزارة حتى لو اخرجت مئات الالاف من البشر للشوارع ،او العشرات في الاضراب عن الطعام .كل شعوب العالم مشغولة بمشاكلها بظروف حياتها بعملها لا احد يفكر خارج الدائرة المرسومة له من قبل النيوليبرالية وتكنولوجيتها ، لا احد في العالم مستعد ان يخصص من وقته لقضية لا تكسبه المال او الراحة الشخصية او أكلة في مطعم او ساعة عمل .انه عصر التفاهة وهذه الصيفة لوحدها تكفي لنحدد خططنا ونوجه طاقاتنا بشكل صحيح ومفيد .المرحلة الحالية من عصر التفاهة هي مرحلة الحكومات لا الشعوب ،الشعوب كل الشعوب لا حول لها. لقد جعلت ثقافة التفاهة ان يتنازل المواطن عن تفكيره ورأيه ويحملها للسياسي الذي ينتخبه وبالتالي يقوده ،سلم ارادته له لهذا لا يسمع اهاتك او يرى معاناتك، هو غارق في مخططاته الشخصية يفكر في ملذاته الشخصية ان كان مقتدرا او في تأمين لقمة عيشه وفي كلا الحالتين يترك للقائد الذي اختاره ابداء الرأي بمعاناتك التي بالاساس لا يهتم بها .وينتظر التوجيهات التي تأتيه بطرق مختلفةوينفذها دون نقاش. لا يريد ان يوجع رأسه ويفكر. بل كما ذكرنا هو مؤمن بان من اختاره سيبدي الرأي الصحيح ولهذا ينفذ .
بجملة مختصرة عصر التفاهة الذي نعيش فيه ليس عصر العواطف والحقوق العامة او عصر الثورات ،بل هو عصر المثلية الجنسية وعصر الفردانية والتقوقع الذاتي، والانغماس في ارضاء الذات وتحقيق النذوات ،.عصر يستطيع الانسان ان يكون علاقات ويتواصل مع الاصدقاء والصديقات ويعقد الاجتماعات ويملئ الوقت الذي يتبقى له من يومه من خلال الجهاز المسمى الموبايل الذي في يده ،يستطيع ان لا يخرج من البيت اياما دون ملل فكل احتياجاته موجودة في الجهاز الذي يحرك اصابعه عليها لتظهر له لعبة او صديق او مقالة وحتى كتاب او اكلة …الخ.
في هكذا ظرف لن تستطيع التأثير على ذلك الشخص الا من خلال التواصل مع قائده/من وثق به وانتخبه/ ولا يمكنك التواصل معه الا بلغة يفهمها او شخص يؤثر فيه وذاك الشخص لن يكون من قومك بل يجب ان يكون من قومه. ولن يساعدك شخص مؤثر من قومه الا اذا عقدت معه صفقة او اتفاق تدفع له مقابل اتعابه . شخص واحد من الذي وصفانه سيحقق لك ما لا تستطيع مظاهرة قوامها مئات الٱلاف.وكذلك حال الوسيلة الاعلامية الاحترافية ،صحيح يجب عليك الصرف عليها اكثر باضعاف من الصرف الذي تصرفه على الوسيلة الاعلامية الموجهة فقط لجمهورك .ولكن النتيجة ستكون اضعاف مضاعة لانك ستخاطب القوى والشخصيات النافذة وهم الذين سيتابعونك ويتعرفون على قضيتك وسيفكرون فيها وسيبدون ٱراءهم فيها ،وحينها ومع وجود اشخاص مؤثرين او مكاتب مختصة عندما سيقومون بمخاطبة القوى والشخصيات النافذة سيكون من السهولة قبولهم للاجتماع بك وحتى تفهم معانتك لانهم يتابعون قضيتك يوميا . وعندما يتفهم معانتك حينها سيميل اليك جمهوره .
امثلة عدة مرت بما ذكرناه . مجاهدي خلق ايران ،استطاعت خلال حركة اللوبي ( الاتفاق مع شخصيات مؤثرة ومدها بالمال وكذلك تكليف مكاتب علاقات عامة او حقوقية في امريكا) ان تخرج نفسها من لائحة الحركات الارهابية .كذلك الفلسطينيين …الخ.
قدمت لكم مصارحة ومكاشفة مؤلمة ولكنها البوابة التي يمكن من خلالها ان نستطيع كسب الاصدقاء الحقيقين وتعويم قضيتنا في دوائر الحكومات العالمية.
وللحديث بقية.