المقالات

المقالات

نحو القمة

Hussein Omar
  • 2 مشاهدة view
                                                              

هناك … تلك القمة هي الهدف لان النقطة التي يجب الوصول اليها هي خلف القمة بالضبط.
قالها شرفان وهو يحث الرفاق على السير و التحمل ,فهم مجبرين للوصول إلى المكان المحدد والا فإن امكانية هلاك المجموعة كلها واردة جدا”
كان الدليل.(دليل الطريق ) من أبناء المنطقة ,قريتهم كانت قريبة من المكان الذي يتواجدون فيه و يعرف تضاريس المنطقة ولكن العائق الذي يمنعه من الثقة بقيادة المجموعة إلى هدفها ,هي الثلج , الذي تغطي حتى أوراق الشجر فقط تظهر هنا وهناك بعض الأغصان أو رأس صخرة كنست الرياح عنه غطاءه الأبيض .
الثلج والليل تجعل من التضاريس كتلة بيضاء ترى كل شيء أبيض حتى الجبال تصبح مستوية مع الوديان .ترى كل شيء مستوي أمامك ولكن الحقيقة هي غير ذلك لهذا قال شرفان : أنتبه أيها الرفيق عليك أن تكون حذرا” في التقدم وتحديد الاتجاه الصحيح والا كما تعلم يمكن أن نفتل حول مكاننا دون تقدم ,,الرفاق تعبوا وعلينا عدم جعل الساعات الخمسة الباقية عشرة ساعات .
كان هطول الثلج واقف في هذه الفترة ولكن الرياح كانت تتطاير بحبيباتها وهذا ما كان يفرض على كل أفراد المجموعة أن ينفض الثلج الذي يترسب عليهم
هيا يا رفاق سنبدأ بالمسير اعتمدوا المسافة المعتادة في هذه الأجواء بين خمة وعشرة أمتار , انتبهوا جيدا” أن لا يضيع أحد الرفيق الذي أمامه وحتى الذي خلفه.
انطلق الدليل وتبعه مظلوم ثم سوزدار واخذ شرفان مكانه وراءه ….انطلقوا .
اخذ باران موقعه في أخر الرتل بعد أن بدأ كل الرفاق بالمسير ..
اتجهوا نحو القمة التي ضاعت بين بياض الثلج ووصولهم إلى التفاف داخل الوادي لا طريق سواه ليعبروا إلى الجهة الأخرى ولكنه بالمقابل يمكن أن يعيدهم إلى النقطة التي بدأوا المسير منها اذا تخطو عدة أمتار عن الطريق الوحيد الذي يمكن الصعود منه إلى الطرف الأخر من الوادي .رفع دليل يده مطالبا” التوقف, مشى باتجاهه شرفان ليستفسر عن السبب
– هنا يجب أن نجد الطريق الذي علينا اتباعه للوصول إلى الطرف الأخر من الوادي , ولكني لست متأكدا من أين يبدأ فأنا لا أرى سوى البياض.
-لا يريد دليل المغامرة بحياة أكثر من ثلاثين مقاتلا”-
توقفوا قليلا” لحتي أتأكد من الطريق .
لكن شرفان رفض اقتراحه خوفا” من أن يضيع منهم وقد لا يستطع العودة إلى النقطة التي هم يتواجدون فيها ,
-سنتابع كلنا سويا” ولكن ببطء وحذر.

بدأت البرودة تشتد وأخذت تجمد الطبقة العلوية من الثلج..
كان من الأهمية أن لا يترك المقاتل يديه دون حراك أو حتى جسمه وكي لا يتجمد وتنشل قواه .
هذا الصراع مع الطبيعة هو أحد أهم التحديات التي كانوا يوجهونها ,
يمشي دليل عدة خطوات ويتوقف لينظر هنا وهناك لعله يستطيع تخمين بداية الطريق نحو القمة .
-أين شجرة السماق اللعينة -قالها دليل – يا دليل يا دليل ماذا كان موجود غير شجرة السماق , وغير الصخرة ….تجول بناظره بكل الاتجاهات وعصر ذاكرته ليحصل على جواب لتساءله . دار في محيطه هنا وهناك ليتمكن من خلال الارتطام أو التذكير أصطدم بشجرة وثانية وثالثة ولكن جميعا لم تكن شجرة السماق , بعد عناء كبير تمكن دليل من رؤية شجرته وتركها على يمنه وطلب من المجموعة متابعته السير خلفه,
بدأ شرفان يرفع من معنويات المقاتلين الذي تعبوا وأصابهم الإرهاق والبرودة ,
-كلها ساعة ساعة واحدة نصل , تماسكوا واضغطوا على ذاتكم ,لا مجال أمامنا ألا الوصول. وأخذ الرتل أتجاه مسيرته باتجاه القمة .