المقالات

المقالات

هربت كركوك من البشمركة

Hussein Omar
  • 7 مشاهدة view
  1. هناك حلقة مفقودة وهناك لعبة سرية وهناك خطة مخفية دفعت لتحصل ما حصل في كركوك.
    25 ألف مقاتل ينسحبون من المدينة والمنشأة التابعة لها في غضون ساعات دون مقاومة تذكر. إنها لعبة خطيرة يبدو المخفي والسري منها أخطر من الظاهر،
    من دفع ومن هيج ومن توعد وضرب يده على صدره وأعلن بان كركوك لن تسقط لو بقي كردي واحد كان عليه قبل إطلاق تلك الوعود والعهود أن يرتب بيته الداخلي وان يعزز دفاعاته العسكرية ويشكل غرفة عمليات مشتركة يجلس فيها قادة كافة أجنحة القوات العسكرية وتكون هي المسؤولة عن إصدار التعليمات العسكرية. لكن لم يحصل كل ذلك بل أن الاتفاق الهش بين قادة تلك القوات لم تكن على أرضية سليمة بل لأجل المماطلة والمهادنة وبقيت ميول أولئك القادة نحو القوى الخفية التي تتحكم بها مما أدى إلى ما لم يكن متوقعا. ما خطط له قد تم ولهذا فالمسألة الجوهرية هنا هي حتى لو تمت الخيانة من قبل مجموعة كما يدعي البعض، ألم يكن من المفروض أن يقاتل ويقاوم المجموعة الآخر أيام كي لا نقول أشهر. أليس سقوط بحجم كركوك في ساعات هذا يعني بان الكل واقصد الطرفين شركاء في الجريمة والجريمة الكبرى هو انهم لماذا وبعد 25 عاما بقيت هناك قوتين وسلطتين وكانتونين. الم يكن من المفروض أن يتنازل من يدعي انه يعمل من اجل المصلحة العامة ومن اجل كردستان ويحاول أن يجذب كل الأطراف الفاعلة على الساحة لتخفيف التوترات السياسية والأحقاد الحزبية؟
    ستثبت الأيام القادمة بان هناك لعبة سرية جرت وراح ضحيتها البعض بشكل علني لكن المجرمون الحقيقيون يضحكون في سرهم لان مخططهم قد سار كما رسموه،
    إيران متواجدة في كل المفاصل العراقية وجزء من إقليمها الكردستاني، وكذلك تركيا وما حققته إيران في كركوك ستحاول تركيا تحقيقه في منطقة أخرى وبنفس شكل الأدوات المستخدمة.
    مع الأسف كركوك عرت قيادة العائلات للنضال وأثبتت بان الحزبوية والشخصانية والعائلوية والاعتماد على الاوهام لن تحقق الا الهزائم وخيبات الامل.
    على البرزاني أن يخرج للعلن ويتحمل مسؤولية الهزيمة في كركوك حتى ولوكان قادة من الاتحاد الوطني هم من اتفقوا مع إيران لأنه هو القائد العام للبشمرجة ورئيس اللجنة السياسية العليا للإقليم ورئيس الإقليم وكل صلاحيات العسكرية والأمنية والحكومية بيده أو بيد أولاد أخوته أو أبنائه.
    عليه أن يعلن عن فشله في أن يكون قائدا للجميع. وللحقيقة يجب القول بانه عمل كل ما بوسعه أن يكون زعيما لعشيرته وعائلته والعشائر المتحالفة واللاتي قبلن بزعامته ودفع ببقية العوائل والعشائر والأحزاب التي لم تقبل بزعامته نحو العدو أو العداوة،
    هل سيقوم البرزاني بذلك أي سيعلن عن فشله في الإدارة ويطالب بمؤتمر وطني جامع يعلن فيها انه يفوض المؤتمر بأخذ زمام المبادرة وتشكيل مرجعية كردستانية تضع خارطة طريق لحل الأزمة للتقليل من الخسائر المحتملة؟
    أتمنى ولكن لست على يقين بانه سيقبل ولهذا فالأزمة ستتصاعد والشرخ سيزداد والصراع سيتجذر،
    وتركيا هي التي تقف على الباب من الخارج بانتظار الدخول بشكل علني، بعد دخول إيران الدراماتيكي.
    16/10/2017